طباعة

علي حبيب الله ورسوله(ص)

رابعا: الآية الكريمة في سورة المائدة، تصرح أن المقصودين هم الموصوفون فيها، يحبهم الله ويحبونه.. وهذه فضيلة ثابتة للإمام أمير المؤمنين (ع ) ولم تثبت في حق غيره، وإن كان كثير من المؤمنين والصحابة هم أيضا يحبهم الله ويحبونه ولكن غير معنيين، أما علي (ع) فهو معني بهذه الفضيلة كما قال ذلك كثير من الأعلام، منهم:
العلامة الكنجي الشافعي في الباب السابع من كتابه " كفاية الطالب " روى بإسناده عن ابن عباس، أنه قال: كنت أنا وأبي ـ العباس جالسين عند رسول الله(ص) إذ دخل علي بن أبي طالب، وسلم، فرد عليه رسول الله(ص) وبش وقام إليه واعتنقه، وقبل ما بين عينيه، وأجلسه عن يمينه؛ فقال العباس: أتحب هذا يا رسول الله؟ فقال رسول الله(ص): يا عم رسول الله! والله، الله أشد حبا له مني.
وروى في الباب الثالث والثلاثين؛ بإسناده عن أنس بن مالك، قال: اهدي إلى رسول الله(ص) طائر وكان يعجبه أكله، فقال: اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر.
فجاء علي بن أبي طالب.
فقال: استأذن على رسول الله.
قال: قلت: ما عليه إذن.
وكنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار.
فذهب ثم رجع فقال: استأذن لي عليه.
فسمع النبي(ص) كلامه، فقال: أدخل يا علي؛ ثم قال(ص): اللهم وإلي، اللهم وإلي ـ أي هو أحب الخلق إلي أيضا ـ.
وذكرنا لكم في المجالس الماضية مصادر هذا الخبر الذي تلقاه العلماء كلهم بالصحة والقبول، وهو دليل قاطع، وبرهان ساطع، على أن عليا(ع) أحب الخلق إلى الله سبحانه وتعالى وإلى رسوله(ص).