طباعة

هجرته (ص) إلى الطائف

هجرته (ص) إلى الطائف

 

 

قال رسول الله : «ما نالت قريش منّي شيئا ً أكرهه حتـّى مات أبو طالب».

1- انظر الكامل في التاريخ لابن الأثير 2: 91.

لقد اشتدّ أذى قريش ووحشيتها ضد الرسول (ص) وأصحابه، فأخذ يبحث عن أرض جديدة، يحمل إليها دعوته ويبشّر برسالته بين قبائل العرب، فارتأى (ص) أن يدعو قبيلة ثقيف، ويعرض عليهم الدخول في الإسلام، فتوجّه إلى ثلاثة من زعمائها وعرض عليهم الدخول في الإسلام، ولكن سخروا من هذه الدعوة واستخفـّوا بشخص الرسول الكريم ورسالته، بل أسمعوه كلمات نابية، بل أنـّهم ألـّبوا عليه السفهاء والصبيان، وحثـّوهم على إيذاء الرسول وإخراجه من قريتهم، فهاج الهمج الرعاع ورموا الرسول بالحجارة، وسدّوا منافذ الطرق وطاردوه في طرقات القرية.

ولكن تحمّل الرسول هذا الأذى والاستخفاف بقلب النبوّة الكبير، وصبر على أذاهم، فكان مثالا ً للتضحية والصبر على الأذى والاضطهاد.

فخرج الرسول (ص) من الطائف وقد يئس من أهلها، ولكن لم ييئس من حمل الرسالة، ونقلها إلى الناس جميعا ً، وفي طريقه مرّ ببستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة، وعندها آمن عدّاس النصراني[1] ، فعاد النبي إلى مكـّة ولم يدخلها إلاّ بحماية وجوار المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف الذي أجاره ودافع عنه.

 


 

[1] انظر الكامل في التاريخ لابن الأثير 2: 91 – 92