طباعة

معركة بدر الكبرى

معركة بدر الكبرى

 

 

إنّ يوم بدر يوم عظيم أعزّ الله فيه الإسلام والمسلمين، ورفع معنوياتهم، وأذلّ الشرك والمشركين، وهزّ عروش الظالمين، وهو اليوم الذي سمّاه القرآن بيوم الفرقان { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ...}[1] .

لقد حدثت تلك المعركة الخالدة في السابع عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثانية من الهجرة، قرب بئر ماء تدعى ( ماء بدر ) على بعد (160كم) من المدينة تقريبا بين مكـّة والمدينة.

فقد خرج الرسول الأعظم (ص) ومعه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أصحابه مستهدفين السيطرة على القافلة التجارية التي تقدّم ذكرها وكانت بقيادة أبي سفيان وكان فيها أكثر من ألفي بعير، وفيها أموال قريش، ولكن علم أبو سفيان بحركة الرسول (ص) وأصحابه فغيّر مسيره وأرسل إلى مكـّة يطلب النجدة، وقد نجا بقافلته، ولكن قريش خرجت بألف مقاتل تحمل أحقادها وكبرياءها، فجاءت ونزلت قرب ماء بدر.

إنّ هدف الحرب الهداية والاصلاح لا الإبادة والإنتقام، ولذلك أنزل الله تعالى على نبيه { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا }.

فخاطب النبي (ص) قريشا قائلا: « يا معشر قريش إنّي أكره أن أبدأكم، فخلـّوني والعرب وارجعوا»[2] .

وأثـّرت هذه الدعوة في بعض رجال قريش، إلا أنّ العصبية والحميّة الجاهلية دفعت قادتهم إلى ردّ دعوة النبيّ (ص) للسلم والصلح. فبدأت قريش المعركة، وقد كان النبي (ص) منع اصحابه أن يبدأوا بقتالهم! والباغي أظلم، فلمّا بدأت قريش ببغيها واعتدائها أمر النبي (ص) أصحابه بصدّهم. وهكذا بدأت المعركة ودارت رحاها طاحنة مدمّرة، وتدخّلت يد الغيب، وجاء الإمداد الملائكي للنبيّ (ص) فحقـّق الله النصر للإسلام، واندحرت قريش تجرّ أذيال الخيبة والخسران، إذ تشتت عسكرها بين قتيل وجريح وأسير، وانهزم الباقون.

وكان لعلي بن أبي طالب (ع) في هذه المعركة دور فعّال وظهرت شجاعته المتميّزة بين صفوف المسلمين حيث قتل لوحده نصف قتلى المشركين ، واشترك مع المسلمين في النصف الآخر, وكان  عدد القتلى من المشركين سبعين رجلا ً، وقد أ ُسر منهم سبعين رجلا ً، وغنم المسلمون غنائم كثيرة، واستشهد من المسلمين سبعة مجاهدين.

 


 

[1] الأنفال: 41.

[2] الميزان في تفسير القرآن