طباعة

غزوة بني قريظة

غزوة بني قريظة

 

 

لمّا حاصر المشركون المسلمين في واقعة الخندق نقض يهود بني قريظة عهدهم الذي عاهدوا به الرسول (ص) وبعد أن هزمت الأحزاب؛ وعادت قريش تجرّ أذيال الهزيمة أمر الله نبيّه أن يهاجم يهود بني قريظة، فهاجمهم (ص) يوم عودته من الخندق في السنة السادسة للهجرة، حيث أمر الامام عليّ (ع) أن يتقدّم براية المهاجرين إلى بني قريظة ثمّ أمر أصحابه أن يستعدّوا للقتال، وقال لهم: «عزمت عليكم ألاّ تُصلّوا العصرَ إلاّ في بني قريظة»[1].

فخفّ المسلمون وانخرطوا في صفوف الجهاد، وتوجّهوا نحو حصن بني قريظة، وغرس الامام علي (ع) اللواء عند جدار الحصن، وحاصروهم أيّاما ً عديدة، فطلبوا من الرسول (ص) العفو والصفح كما عفا عن بني النضير من قبل، وأن يفسح أمامهم المجال للجلاء إلى بلاد الشام، لكن النبيّ (ص) أبى ذلك، وحكّم فيهم سعد بن معاذ الأنصاري، فرضوا بحكمه فحكم فيهم بقتل الرجال، وسبي النساء والذراري ومصادرة أموالهم، فأمر النبيّ (ص) بتنفيذ الحكم، وبهذا تخلّص المسلمون من أشدّ أعدائهم، وبذلك انطوت صفحة سوداء كانت مليئة بالتآمر والإشاعات والتخريب والتجسّس.


 

 


 

[1] تاريخ اليعقوبي 2: 52.