طباعة

غزوة خيبر

غزوة خيبر

 

 

خيبر قرية من قرى اليهود المجاورة للمدينة، وتقع على قمّة جبل، ويحيطها حصن حجري، وقد عرف أهلها – كبقية اليهود –  بغرورهم لما عندهم من المال والسلاح. وكان عدد المقاتلة فيها عشرة آلاف مقاتل، وكان يسخرون بقوّة المسلمين.

فلمّا عاد الرسول (ص) من الحديبيّة عزم على غزو الحصن اليهودي المنيع في خيبر، وكا ذلك في السنة السابعة للهجرة، فجمع (ص) جيشه، وتكتّم على مسيره، وسلك طرقا ً تحفط ذلك التكتّم، فلم يشعروا إلاّ وجيش المسلمين قد نزل بساحتهم ليلا ً، وبدأت ساعة الصفر، وهجم المسلمون على الحصون، وكانت الراية مع أبي بكر، فرجع ولم يصنع شيئا ً، ثمّ اُعطيت الراية إلى عمر بن الخطاب فانكشف يجبّن أصحابه ويجبنّونه. وعندها قال الرسول (ص): «لأعطينّ الراية غدا ً رجلا ً يحبّه الله ورسوله، ويحبّ الله ورسوله، يفتح الله على يديه وليس بفرّار».

ولمّا أصبح الصباح دعا (ص) عليّا ً (ع). وهو يومئذ أرمد، فتفل في عينيه، ثمّ قال: خذ الراية وامض بها حتى يفتح الله عليك”. فخرج علي (ع) يصول ويهرول، واتّجه نحو تمركز العدو ومعه عدد من المقاتلين، حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن فخرج مرحب صاحب الحصن، وارتجز ببعض الأبيات، فأجابه عليّ (ع) معرّفا ً نفسه، فاختلفا ضربتين، فبدره عليّ بضربة فقدّ الحجر والمغفر ورأسه ووقع في الأضراس.

روى أبي رافع مولى الرسول (ص) صورة المعركة هكذا: “خرجنا مع عليّ أبي طالب حين بعثه رسول الله (ص) برايته، فلمّا دنا من الحصن خرج إليه أهله، فقاتلهم، فضربه رجل من اليهود بالسيف فاتّقاه بترسه فوقع الترس من يده، فتناول بابا ً كان عند الحصن وأخذه بيده مكان الترس ولم يزل بيده وهو يقاتل حتـّى فتح الله عليه...”.

ففتح علي (ع) الحصن ومعه المقاتلون المسلمون، وانهارت مقاومة يهود خيبر ودمّرت قواهم العسكرية ونصر الله نبيّه .