طباعة

ظروف ولادته ونشأته

ظروف ولادته ونشأته

لعلّ أدق وصف للمرحلة التي عايشها قد جاء على لسان الإمام الباقر نفسه (عليه السلام) حيث يقول:
((قُتلتْ شيعتنا بكل بلد، وقُطِّعت الأيدي والأرجل على الظنة، وكان من يُذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره، ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمن عبيد الله بن زياد قاتل الحسين (عليه السلام)، ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة، وأخذهم بكل ظنة وتهمة، حتى إن الرجل ليقال له: زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال من شيعة علي (عليه السلام))) (4).
وقد ذُكر عن حالة الظلم والجور أنه: (لما فرغ الحجاج من ابن الزبير قدم المدينة، وأساء إلى أهلها، وختم أيدي جماعة من الصحابة بالرصاص استخفافاً بهم، منهم جابر بن عبد الله الأنصاري، وسهل بن سعد).
وينقل عن المسعودي: (تأمّر الحجّاج على الناس عشرين سنة وأحصي من قتله صبراً سوى من قتل في عساكره وحروبه فوجد مئة وعشرون ألفاً، ومات الحجّاج وفي حبسه خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف امرأة، منهن ستة عشر ألفاً مجردة (عاريات)، وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد، ولم يكن للحبس ستر يستر الناس من الشمس في الصيف، ولا من المطر والبرد في الشتاء، وكان له غير ذلك العذاب) (5).

_____________

(4) الشيعة والحاكمون / محمد جواد مغنية / منشورات دار ومكتبة الهلال ودار الجواد / بيروت / ط5 سنة 81 / ص95.

(5) المرجع نفسه / ص97 ـ 98.