طباعة

بقايا أهل العلم

بقايا أهل العلم[1]

بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فقد جائني كتابك تذكر فيه معرفة مالا ينبغي تركه، وطاعة من رضا الله رضاه، فقبلت من ذلك لنفسك ما كانت نفسك مرتهنة لو تركته تعجب ان رضا الله وطاعته ونصيحته لا تقبل ولا توجد ولا تعرف إلاّ في عباد غرباء، اخلاء من الناس، قد اتخذهم الناس سخرياً لما يرمونهم به من المنكرات، وكان يقال:

لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون ابغض الى الناس من جيفة الحمار ولولا ان يصيبك من البلاء مثل الذي اصابنا فتجعل فتنة الناس كعذاب الله – اعيذك بالله وايانا من ذلك -، لقربت على بعد منزلتك.

واعلم رحمك الله انه لا تنال محبة الله إلاّ ببغض كثير من الناس ولا ولايته إلاّ بمعاداتهم، وفوت ذلك قليل يسير لدرك ذلك من الله لقوم يعلمون.

يا أخي ان الله عزّوجلّ جعل في كل من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضلّ الى الهدى ويصبرون معهم على الاذى، يجيبون داعي الله، ويدعون الى الله فابصرهم رحمك الله فإنهم في منزلة رفيعة وان اصابتهم في الدنيا وضيعة، انهم يحيون بكتاب الله الموتى ويبصّرون بنور الله من العمى، كم من قتيل لأبليس قد احيوه، وكم من تائه ضالّ قد هدوه، يبذلون دمائهم دون هلكة العباد، وما أحسن اثرهم على العباد، واقبح آثار العباد عليهم.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] - روضة الكافي 56 – 57 ح 17: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيغ، عن عمه حمزة بن بزيغ، قال: كتب ابو جعفر (عليه السلام) الى سعد الخير:..